سورة الأعراف - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


{تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (101) وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (102)} [الأعراف: 7/ 101- 102].
المعنى: تلك قرى الأقوام الخمسة (قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب) أخبر اللّه بها نبيّه، كيف أهلكت ليتّعظ الحاضرون بالماضين، ولأنها أمثلة حسّية قريبة في المكان والذاكرة، حيث كانت تلك القرى (أي المدن) في بلاد العرب، وكان أهل مكة يتناقلون بعض أخبارها، وهي جميعا متشابهة في تكذيب الرّسل، وعذاب الاستئصال، فكانت العبرة منها واحدة.
وسبب عقاب تلك الأقوام هو تكذيب الرّسل، فبالرغم من أنهم أقاموا لهم الحجج على صدقهم فيما أخبروهم به، ما كانوا ليؤمنوا بما جاءتهم به الرّسل بسبب تكذيبهم بالحقّ من قبل مجيء الرّسل وعند ورودهم عليهم، في بدء الدعوة إلى التوحيد وعبادة اللّه، ومن قبل مجيء المعجزات، فظلّوا على حالهم، ولم تؤثر فيهم الآيات الدّالة على صدق الرّسل، ولم يؤمنوا لآخر أعمارهم بما كذّبوا به أولا حين جاءتهم الرّسل، أي إنهم استمرّوا على التكذيب من وقت مجيء الرسل إليهم إلى أن ماتوا مصرّين على كفرهم وعنادهم، مع تكرار المواعظ عليهم وتتابع الآيات.
وكما طبع اللّه على قلوب كفار الأمم الخالية، يطبع اللّه على قلوب الكافرين الذين سبق في علم اللّه ألا يؤمنوا أبدا.
إن اللّجاج في الكفر والإصرار عليهم هو الذي حجب عنهم النور الإلهي، ولم يوفقهم اللّه إلى الإيمان بسبب أنهم كذبوا من قبل، فكان تكذيبهم سببا لأن يمنعوا الإيمان بعد.
ثم أخبر اللّه تعالى أنه لم يجد لأكثر الناس ثباتا على العهد الذي أخذه على ذرية آدم، وقت استخراجهم من ظهره، ولم يعملوا عقولهم في الآيات الدّالة على وجود اللّه وتوحيده وصدق رسله، ولم يشكروا نعم اللّه، ولا قادتهم معجزات الأنبياء إلى الإقرار بالحق والاعتراف بالواقع.
لم يجد اللّه لأكثر البشر التزام عهد، وقبول وصية، ووفاء بما أقرّوا به سابقا وهم في عالم الذّر، وبما أودع فطرتهم وعقولهم من الوسائل الكفيلة بإرشادهم إلى الحقّ والصّواب والإيمان بالله واليوم الآخر، إنهم لم يوفوا بعهد الفطرة الذي عاهدهم اللّه وهم في صلب آدم، ولا بعهد الشّرع الإلهي بالإيمان وأداء التكاليف، ولا بالعهد المتعارف عليه بأداء الالتزامات والشروط واحترام العقود التي يبرمونها فيما بينهم، ولقد وجد اللّه أكثر الناس فاسقين خارجين عن الطاعة والامتثال. وفي التعبير بالأكثر إشارة إلى أن بعضهم قد آمن، ونفد كل عهد مع اللّه أو مع الناس.
ومخالفة عهد الفطرة السليمة القائم على الإقرار بتوحيد اللّه وأنه لا إله إلا هو، وعبادة غيره بلا دليل ولا حجة من عقل ولا شرع، كان كلاهما بتأثير البيئة والتقاليد الموروثة الباطلة.
جاء في صحيح مسلم: «يقول اللّه تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم».
وفي الصحيحين: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصّرانه، أو يمجّسانه».
بعثة موسى عليه السلام إلى فرعون:
إثبات نبوته بالمعجزة:
بعث اللّه تعالى موسى عليه السلام رسولا إلى فرعون وقومه في مصر، بعد بعثة لفيف من الأنبياء السابقين، مثل نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام، وأيده ربه كما أيدهم بالآيات، أي الحجج والبينات الدالة على صدق النبوة وصحة الرسالة الإلهية، لأن كل رسول يتطلب برهانا يظهره للناس يدل على أنه نبي مرسل، وذلك البرهان هو المعروف بالمعجزة التي قد تكون واحدة أو أكثر، وهذه بعض معجزات موسى عليه السلام في القرآن المجيد، قال اللّه تعالى:


{ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ (105) قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108)} [الأعراف: 7/ 103- 108].
هذه بداية قصة موسى عليه السلام، بدأت بتكليف إلهي هي تبليغ رسالة اللّه ودعوته إلى فرعون وقومه ليوحدوا اللّه، وبدء البعثة لكل رسول بداية عهد جديد في حياته، وانتقال من كونه شخصا عاديا إلى صيرورته نبيا ورسولا مبلغا أوامر اللّه ونواهيه إلى الناس. أرسل اللّه تعالى موسى عليه السلام رسولا بالآيات والمعجزات الدالة على صدقه ورسالته إلى فرعون وملئه فظلموا بها وكفروا، والظلم والكفر مقترنان عادة، إنهم ظلموا أنفسهم وغيرهم بالتنكر لرسالة اللّه والإعراض عنها، وصد الناس أيضا عنها، فكان طبيعيا أن يحذّر اللّه تعالى من عاقبة المفسدين الظالمين، وجعلهم مثالا يتوعد به كفرة عصر النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم وما بعده من العصور والدهور.
ابتدأ موسى عليه السلام حوارة مع فرعون بإعلان واضح أنه رسول مرسل من رب العالمين. وفرعون: اسم كل ملك لمصر في زمان غابر، في عهد الفراعنة، كالنمارذة في اليونان، وقيصر في الروم، وكسرى في فارس، والنجاشي في الحبشة.
تابع موسى قوله مع فرعون لإثبات صدقه في رسالته قائلا: جدير بي ألا أقول على اللّه إلا الحق، فإن الرسول لا يكذب على اللّه الذي بيده ملكوت كل شيء، لذا فإني لا أخبر عن اللّه إلا بما هو حق وصدق، لما أعلم من جلاله وعظيم شأنه، قد جئتكم يا قوم ببينة وحجّة من ربكم، لا من نفسي، بل من الرب سبحانه الواحد الأحد رب السماوات والأرض، ورب فرعون وهامان، وربي هو الذي أمرني بهذه الدعوة إليكم، فأرسل يا فرعون معنا بني إسرائيل، ولا تعذبهم.
فأجابه فرعون بقوله: إن كنت يا موسى مؤيدا بآية أو معجزة من عند ربك، فأظهرها لنراها، إن كنت صادقا فيما ادعيت.
فأجابه موسى على الفور بالفعل لا بالقول، فألقى موسى عصاه، فإذا هي ثعبان ظاهر واضح يتحرك، ويسير من مكان إلى مكان، وهمّ بفرعون فهرب منه. وأخرج موسى يده من جيب قميصه بعد ما أدخلها فيه، فإذا هي بيضاء تتلألأ من غير برص ولا مرض كالشمس المضيئة، كما قال اللّه تعالى في آية أخرى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (12)} [النمل: 27/ 12].
ولا داعي للاسترسال في أوصاف الثعبان والعصا واليد بأكثر مما دلت عليه الآيات القرآنية، إذ ليس لها سند يوثق به، وإنما هي من الروايات الإسرائيلية التي دسّها بعض الدخلاء غير المتورعين ولا المتدققين، مثل كعب الأحبار الإسرائيلي، ووهب بن منبّه الفارسي الأصل.
والمهم أن انقلاب العصا ثعبانا عظيما، وتحول اليد العضوية إلى قوة إشعاعية كالشمس المضيئة معجزة لموسى عليه السلام، تخرس الألسنة، وتثبت رسالته، وهي تفوق كل ما عرف في الأوساط الشعبية من السحر، والعلمية من الطب وعلوم الفيزياء العادية والنووية، وكل ذلك بقدرة اللّه عز وجل وإرادته وخلقه، واللّه على كل شيء قدير.
الاحتكام للسحر والسحرة:
بعد أن أظهر موسى عليه السلام معجزته بانقلاب العصا حية أو ثعبانا عظيما، واليد ذات قوة إشعاعية كالشمس المضيئة، بعد هذا فهم فرعون وقومه أن معجزة موسى لون من ألوان السحر، فحشد فرعون جماعة السحرة المهرة لإبطال ادعاءات موسى، فكان الخذلان للمبطلين، وانتصر الإيمان وعلت كلمة الحق، وآمن السحرة بموسى ورسالته، قائلين: {آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (122)}.
قال اللّه تعالى واصفا هذا المشهد الرائع:


{قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ (110) قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (112) وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (113) قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَانْقَلَبُوا صاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (120) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (122)} [الأعراف: 7/ 109- 122].
كان السحرة في عهد فرعون أعظم الرجال وفي أعلى المراتب، فقال السادة من قوم فرعون وبطانته لما رأوا معجزات موسى: إن هذا لساحر ماهر خبير بفنون السحر وأنواعه، وقد يستميل السحرة، وله خطره فربما سلب ملككم، وأخرجكم من أرضكم ووطنكم بسحره، كما جاء في آية أخرى مخاطبين موسى وأخاه هارون: {قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (78)} [يونس: 10/ 78].
فقال فرعون لحاشيته: ماذا تشيرون، وبم تأمرون؟ فأجابوا بأن يؤخر موسى وهارون، ويؤجل النظر في أمرهما، ويجمع السحرة من كل مكان، حتى يغلبوا موسى بحجة واضحة وتفوّق بيّن. وتوهموا أن ما جاء به موسى عليه السلام من قبيل السحر، فجمعوا له السحرة، ليعارضوه بنظير ما أراهم من البينات. جاء في آية أخرى: {قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (58) قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (60)} [طه: 20/ 57- 60].
توافد السحرة من كل جهة، وقالوا لفرعون: أئن لنا لأجرا إذا تغلبنا على موسى؟
فقال فرعون: نعم لكم أجر عظيم، وتصبحون من المقربين إلي في المركز والمجلس.
وهذا إغراء بالمركز المالي والأدبي.
قال السحرة في مكان المباراة: يا موسى إما أن تلقي بسحرك، وإما أن نكون نحن الملقين. وفي هذا اعتزاز بأنفسهم وثقة بخبرتهم وترك المبالاة بعمله. فأجاب موسى جواب الذكي الخبير المتكل على تأييد ربه ونصره الواثق أيضا بغلبته في النهاية: ألقوا ما أنتم ملقون، وجاء في آية أخرى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)} [يونس: 10/ 81].
ألقى السحرة حبالهم وعصيهم، فسحروا أعين الناس، وأرهبوهم بأباطيلهم وأفزعوهم، وخيّلوا إلى الأبصار أن ما فعلوه، له حقيقة واقعة، ولم يكن في الواقع إلا مجرد صنعة وخيال، قال الزجاج: إنهم جعلوا في الحبال والعصي الزئبق، فكانت لا تستقر. وقوله سبحانه: {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ} دليل واضح على أن السحر خيال لا حقيقة فيه، والفرق بين السحر والمعجزة: أن المعجزة تظهر على يد مدعي النبوة وتستمر متحدية مختلف ألوان السحر، والسحر يظهر على يد رجل فاسق، ويظهر أثره السطحي سريعا.
وأوحى اللّه إلى موسى وأمره بإلقاء عصاه، فكانت ثعبانا ظاهرا، وعظم حتى كان كالجبل، فإذا هي تبتلع وتزدرد ما ألقوه وموهوا به أنه حق، وهو باطل، ثم رجعت بعد ذلك عصا. فظهر الحق كالشمس، وفسد ما كان السحرة يعملون، من الحيل والتخييل، وذهب تأثيره، وأدركوا أن فعل موسى فوق السحر وغلب السحرة في ذلك الجمع العظيم بأمر اللّه وقدرته، وانقلب فرعون وقومه صاغرين أذلة، بما لحقهم من عار الهزيمة والخيبة والخذلان. وعلم السحرة حينئذ أن ذلك ليس من عند البشر، فخروا سجدا مؤمنين بالله ورسوله. وقالوا: آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون، لأن الحق بهرهم، وتيقنوا من نبوة موسى عليه السلام بقلوبهم، وتلاشت من أذهانهم فكرة ربوبية فرعون وتبددت أوهام الجهال من أنه رب الناس، وكان هارون أخو موسى أسنّ منه بثلاث سنين.
تهديد فرعون للسحرة:
بعد أن تغلب موسى على سحرة فرعون، وظهر الحق واندحر الباطل، آمن السحرة بالله رب العالمين، وكان إيمانهم قويا راسخا كالجبال، واتكلوا على اللّه، ووثقوا بما عنده، ولكن فرعون اتهمهم بالتواطؤ مع موسى، وهددهم بتقطيع الأيدي والأرجل والقتل والصلب على جذوع النخل، فما لان مؤمنو السحرة للتهديد والوعيد، ولم يبالوا بالتعذيب، لأنهم آمنوا إيمانا صلبا ملأ نفوسهم برهبة اللّه والخوف من عذابه يوم القيامة. وصف اللّه تعالى موقف فرعون من السحرة، فقال:

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13